خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

«عظام الرقبة»

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. هزاع عبد العزيز المجالي

من باب العلم فإن الرقبة تتكون من سبع فقرات عنقية, تمثل الجزء العنقي من العامود الفقري للإنسان, ونظرا لأهمية هذه الفقرات لكونها تربط الجزء الأعلى من الجسد (الرأس) بباقي الجسد, فقد أصبحت (تضرب مثلا) شعبيا للدلالة على أهمية وقرب شخص لشخص آخر.

الغريب أن هذا المثل الشائع والسائد كثيرا لدينا, هو ليس مثلا أردنيا أو حتى عربيا, بل هو مثل شعبي (إيرلندي). وعلى العموم فإن هذا المثل يطلق أيضا للتعبير على أن هذا الشخص (يمون), أو هو مقرب من الشخص أو العائلة الأخرى, وبالتالي فإن ما يتوسط به أو يطلبه أو يقوله لا يرد.. وبالعادة يستخدم هذا التعبير في العلاقات الاجتماعية, في حالة التدخل أو التوسط في خلاف أو إصلاح ذات البين, أو التنازل عن حقوق طرف لطرف آخر..

والحقيقة أن هذا المثل لا يقتصر على العلاقات الاجتماعية, بل أصبح يستخدم أيضا لدينا في الحياة السياسية, وهنا أقصد الأشخاص الذين لديهم ثقل سياسي في الدولة, نظير ما قدموه أثناء عملهم, وتوليهم للمسؤولية من خدمات وتضحيات في مختلف القطاعات المدنية أو العسكرية تحسب لهم.

فهؤلاء الأشخاص يطلق عليهم أيضا مصطلح (النخبة السياسية), الذين تتسم آراؤهم عادة بالاتزان والموضوعية والحيادية, أساسها المصلحة الوطنية, وغالبا ما تحظى هذه الفئة باحترام من العامة, وحتى من المسؤولين.

والأهم حرص الهاشميين تاريخيا منذ عهد المغفور له بإذن الله الملك عبدالله الأول, وإلى يومنا هذا في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله, على احترام وتقدير هذه الفئة من الأشخاص والاستماع إليهم, والأخذ بنصائحهم, لأنهم بحكم خبراتهم المتراكمة, ونظرتهم المحايدة الأكثر مصداقية في إبداء المشورة لجلالة الملك.

وجميعنا يعلم مدى حرص جلالة الملك الدائم على التواصل مع هذه الفئة من النخبة, الذين يعتبرهم جلالته (من عظام الرقبة), ويودهم ويتواصل معهم, سواء كان ذلك في زيارات شخصية إلى منازلهم دون أية مظاهر أو تكليف, تقديرا واحتراما, أو باستدعائهم في كثير من لقاءاته الرسمية, للتحاور والتشاور معهم, والاستماع إلى وجهات نظرهم حول قضايا مختلفة تهم الوطن.. وحتى نكون أكثر إنصافا, فإنه من المعتاد على هذه الفئة من النخبة, في حالة إثارة أي من قضايا الرأي العام, أن تكون آراؤهم أو تعليقاتهم, توافقية دون انحياز أو توجيه تهم للآخرين, ?تأكيدهم الدائم على الثوابت الوطنية, والابتعاد عن أية آراء أو مواقف تثير الفتنة, وهنا مربط الفرس فلقد تداولت بعض المواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة بعض الأخبار عن تصريحات لرؤساء وزراء سابقين, وحتى سياسيين, تخوفهم من الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد, موجهين نقدهم الناجم عن احتقان شعبي لسياسات حكومية متعاقبة, ونحن نعلم أن جلالة الملك وإن كان يعلم مسبقا وتفصيلا بما يدور, ولكنه ومن المؤكد أنه يولي مثل هذه التصريحات العلنية أهمية كبيرة, باعتبارها مؤشرا صادراً عن أشخاص ذوي مصداقية, يُك? جلالته لهم الاحترام والتقدير بما يحظون من احترام لدى عامة الناس.

المستشار وأستاذ القانون الدولي العام

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF